العلامة القاضي عبد العلي العبودي
ترجمة العلامة سيدي محمد الساحلي الوسيني
إسمه وولادته ونشأته:
ولد العلامة أحمد بن الفقيه العلامة أحمد الفحصي بن القائد أحمد بن منصور في قرية تندافل بالساحل الشمالي بضاحية مدينة أصيلة من والدين كريمين شريفين وذلك حوالي سنة 1901 م.رباه والداه على التدين وحب العلم وتلاوة القرآن الذي حفظه وهويافع على والده وعلى فقهاء المنطقة . ولما أتقن حفظ القرآن وضبط رسمه رواية ودراية توجه صوب المدارس العتيقة لينهل من معين العلوم الدينية آنذاك. ولقد مر مترجمنا خلالا مسيرته العلمية بمرحلتين:
1-المرحلة الأولى: تتجلى في دراسته بأحوازطنجة وأصيلة حيث عكف على حفظ المتون العلمية ومصطلح الحديث،ومن أبرز علماء تلك المرحلة،الفقيه الزراد والفقيه الحوزي،ثم انتقل إلى خميس الساحل بضاحية العرائش حيث كانت هنالك مدرسة علمية مشهورة أسسها العلامة المدرس عبد الرحمان أخريف العلمي الذي كان يزاوج بين التربية والتدريس،وقد تركت هذه المرحلة في نفس مترجمنا أكبر الأثرمن الناحية العلمية والأخلاقية وساهمت في بناء شخصيته الدينية والعلمية،وفتحت له أبواب البحث والتحصيل.
2-المرحلة الثانية:تتجلى في رحلة مترجمنا إلى فاس في غضون سنة 1929 م كما يتبين من رسائله إلى والده،حيث انتظم في مدرسة القرويين وأخذ على أساطين علمائها نذكر منهم :عبد الرحمان بن القرشي- عبد الله الفضيلي – أبا الشتاء الصنهاجي الحسيني – محمد بن الحاج السلمي وشقيقه الطائع بن الحاج السلمي – عبد الحي الكتاني وغيرهم كثيروقد كانوا خيرة علماء المغرب في تلك الفترة،والذين حملوا مشعل النهضة العلمية والأدبية،وبثوا في الأجيال روح الوطنية والتضحية والتحرر.
اشتغل رحمه الله تعالى بالتدريس تطوعا ونظاميا وخصوصا في المسجد العتيق وفي المدرسة الحرة التي أسسها صديقه العلامة المرحوم عبد الله كنون وكذلك المعهد الديني الذي تأسس سنة 1943 م، كما قام بمهمة الخطابة بمدشر العوامة زهاء عشرين سنة بالإضافة إلى دروس الوعظ والإرشاد والتفسير، وبحكم تمكنه في فقه النوازل أصبح مقصودا ومرجعا للفتوى من لدن المحكمة الشرعية ومن باقي شرائح المجتمع.وبعد توقفه ظلما وتعسفا عن التعليم النظامي وجد الباب مفتوحا لممارسة خطة العدالة ،ليعود إلى التعليم النظامي بعد الإستقلال وبقي على هذا الحال إلى ان أحيل على التقاعد، وبعد كبرسنه جعل من بيته قبلة للعاماء والطلبة والزوار من كل الأقطار. وحينما تأسس المجلس العلمي بطنجة كان من الرعيل الأول في عضويته مساهما في أنشطته على قدر طاقته.
وكان رحمه الله تعالى ذا خلق كريم وأدب رفيع،ويحظى بالإحترام والتقدير والقبول من طرف الجميع،عابدا ذاكرا يقضي وقته بين التدريس والمذاكرة وذكر الله تعالى،وكانت له أوراد معينة في كل يوم وخاصة يوم الجمعة الذي كان يتجرد فيه للعبادة والمناجاة إذ كان لايكلم أحدا بين العصروالمغرب إلارمزا.
ونظرا لجهاده واجتهاده ودوره البارزفي إحياء العلم الشرعي وأدائه لرسالته العلمية أحسن أداء وتربيته للأجيال على الكتاب والسنة ووحدة الجماعة، وشحه جلالة الملك المغفورله الحسن الثاني بوسام التشريف والتقدير.
توفي رحمه الله تعالى مساء يوم الأربعاء في السادس من أكتوبر سنة 1999 م وصلي عليه يوم الخميس بعد العصرودفن بمقبرة مرشان،وهذه السنة التي توفي فيها كبارالعلماء بالمغرب والمشرق،كالشيخ محمد المنوني،والقاضي الفقيه العلامة الترغي وسيدي عبد القادربن عجيبة،وبالمشرق توفي الشيخ أبو الحسن الندوي والشيخ بن باز…..والملك العبقري المغفورله الحسن الثاني، فهي بحق سنة وفاة العلماء.