ترجمة العلامة سيدي عبد الحفيظ كنون
ترجمة العلامة سيدي عبد الحفيظ كنون
إسمه وولادته ونشأته:
هو العلامة الفقيه الناسك سيدي عبد الحفيظ ابن الشيخ العلامة المفتي عبد الصمد بن التهامي كنون الذي ورد مع أسرته من فاس إلى مدينة طنجة إبان الحرب العالمية الأولى بنية الهجرة إلى المدينة المنورة، ولكن أرادت مشيئة الله تعالى أن تكون هذه الأسرة منارة للعلم في مدينة البوغاز.
ولد سيدي عبد الحفيظ في أواخر جمادى الأولى عام 1321 هجرية، درس على والده وعمه سيدي محمد وعلى شيوخ طنجة إلى أن استوى على كرسي العلوم الشرعية بكافة فنونها مدرسا في كل من الجامع الكبير والمسجد الجديد ومسجد الجبل والزاوية التيجانية، ومارس العدالة زمنا ثم عزف عنها وعن كل وظائف الدولة ليختار التدريس في المعهد الديني عند تأسيسه سنة 1943،كما اختار خطبة الجمعة فكان من مصاقع الخطباء .
كما اختار خطبة الجمعة فكان من مصاقع الخطباء على منبر الجمع فيأخذ على الناس أنفاسهم فيصغون إليه في نشوة لاتخلو من يقظة واهتمام،لأن في صوته نعومة تسير في الأذان سريان اللذاذة ،وفي قصده القاصد وثبات إيمانية ترشد الناس بقوة ومضاء إلى حيث يريد من مسالك الترغيب والترهيب، فيشفي سقام النفوس،وآلامها ويفصها منها وقد وضع يده على علل غوائلها ،وذات يوم جاء قرارالمستعمر بعزله عن الخطبة، عزل وشح صدره بوسام العز والوطنية، ثم عاد إلى منبره مع عودة استقلال البلاد.
وكانت له في الجامع الكبير،وفي مسجد سيدي بوعبيد حلقات دروس ينتابها الفقهاء،علاوة على طلبة العلم لما لها من ذاك البعد الروحي للأحكام الشرعية على مسار المذهب المالكي الذي كان رمزه البارز،ومرجعه الراسخ…لقد استقرفي صدره تراث المالكية الذي جعله كالأساس عليه يشاد البناء،بناء يؤيده بعماد مكين من شواهد النقل والعقل،وبأصل متين من أدلة الشرع المعتبرة.
ومن بداهته العجيبة والتي استخلصها من يحضر مجالسه العلمية أنه استطاع أن يربط بين التصوف والفقه،فقد كسرجمود الفقه بعطرالتصوف ومأنسه. فالتصوف عنده ليس خرقا بل حرقا لاتزيد المؤمن إلاثقة في الله،وزهادة في مفاتن الحياة ورغائبها السافلة،تصوف يقربه من شهود النجوى بسعي لافتور فيه،ويدعوه إلى الصفاء الروحي بالعمل والأخلاق،فالتصوف عنده صدق وإخلاص،وطهروسلوك، وعمل وفكر لمن أراد أن يرسل نفسه مع الله على ما يريده الله.
وقد خلف الشيخ كنون مكتبة ضخمة ضمت نفائس المخطوطات والمطبوعات ضمت إلى مكتبة أخيه العلامة عبد الله كنون بطنجة، كما خلف مجموعة من المؤلفات تبين مكانته العلمية، وثقافته الدينية والأدبية وهي:
1. “عِقدُ الدراري، في شرح منظومة العلامة المساري”، فرغ منه سنة 1922.
2. “خاتمة الشمائل الترمذية”، فرغ منه سنة 1928.
3. شرح على قصيدة الهمزية للإمام البوصيري، في أربعة مجلدات، فرغ منه سنة 1933.
4. “نصيحة الإخوان، في التحذير من الدخول في طريق متصوفة هذا الزمان”، مع مختصر له، فرغ منه سنة 1934.
5. “إتحاف ذي التشوق والحاجة، إلى قراءة سنن ابن ماجة”، في تسعة مجلدات، فرغ منه سنة 1954، وهو الكتاب الوحيد الذي خرج إلى عالم المطبوعات ضمن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة 2000.
6. “ديوان صغير، لناصح أمين بشير ونذير” جمع رحمه الله فيه نحوا من ألف وخمسمائة بيت تتضمن أحوال الناس وأعاجيب الزمان.
7. “قصائد سنية، في مدح خير البرية”، فضلا عن أنظام وقصائد متفرقةٍ لم يجمعها في ديوان.
8. “نصيحة المسلمين، في الحض على ترك موالاة أعداء الله والتشبه بالمجرمين”.
9. رسالة في مناقشة العقيدة الوهابية أسماها “تنبيه الغافل عن معتقد محمد بن عبد الوهاب”.
10. “السر الباهر الأزهر، في مولد النبي الطاهر المطهر”.
11. كتاب”نزهة العشاق، في الصلاة والسلام على رسول الملك الخلاق”،
12. “الابتهاج، في ذكر أحاديث الإسراء والمعراج”.
13. تحفة أبناء الزمان بما يلزم تعلمه على الأعيان.
14. مولد نبوي شريف مختصر يقرأ في مجلس واحد على من حضر
15. تفسير آيات من كتاب الله
16. محاضرات في الحديث الشريف والفقه الإسلامي والتربية إلإسلامية .
17. مجموع الخطب الجمعية والعيدية في نحو ثلاثمائة خطبة في مواضيع مختلفة.
وبعد حياة حافلة بالعطاء أقعد المرض العلامة محمد الحفيد بن عبد الصمد كنون ببيته وحال دون نشاطه ما يقارب ثلاث سنوات، لبى بعدها داعي ربه ضحوة يوم الإثنين 10 دي القعدة من عام 1416موافق فاتح أبريل عام 1996.