علماء المدينة
ونحن حين نستحضر هذه الأسماء البارزة ومن جايلها أو جاء بعدها من العلماء والأدباء، نستحضر دائما صورة العالم المسلم الذي يقف للخطابة، ويجلس للدروس والتعليم، ويتجند للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر امتثالا لأمر دينه وتأدية لأمانة العلم التي في عنقه، متشبتا ببيعته الشرعية وعاملا من أجل الدفاع عن ثوابت بلده ومقدساتها، وتأطير المواطنين وتعبئتهم للدفاع عن دينهم ووطنهم وهويتهم، بنضج فكري وعمل جاد نافع دؤوب مترفع عن الصغائر والسفاسف، وماض بعزيمة وثبات على طريق الحق والنور المبين، حيث كانت لتوجيهاتهم ودعوتهم تلك القوة الروحية العظيمة المطهرة للنفوس الشاحدة للهمم، تلك القوة التي تؤهل المسلم للعطاء والبدل في سبيل الله وإعلاء كلمته، والحفاظ على وحدة المسلمين واستقرارهم عملا بأمانة العلم وتأدية لعقد البيعة التي في عنقهم.
إن هاته السلسلة الذهبية والكوكبة المرضية من العلماء والصلحاء تفرض علينا الاعتراف ببعض أفضالها وذكر بعض مثالبها واستحضار بعض مواقفها لعلنا نفي بشيء من الجميل الذي في عنقنا.
انطلاقا من هذه المسؤولية قرر المجلس العلمي بطنجة أن يعقد ندوات موسمية للتعريف بهؤلاء العلماء وذكر فضائلهم والنبش في تراثهم تكريما لهم وتفضيلا، واعترافا بفضلهم وحسن صنيعهم بهذه الأمة، فعلى رأس كل ثلاثة أشهر سنقيم ندوة بحول الله لتكريم أحدهم نستدعي لها أهل العلم والاختصاص للنبش في الذاكرة واستحضار التاريخ والمواقف.