من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم

لا خفاء على من مارس شيئا من العلم، أو خص بأدنى لمحة من  فهم، بتعظيم الله قدر نبينا عليه الصلاة والسلام، وتخصيصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنضبط بزمام، وتنويهه بعظيم قدره عليه السلام، بما تكل عنه الألسنة والأقلام، فمنها ما صرح به تعالى في كتابه، وأثنى به على أخلاقه وآدابه، فقد قال عز من قائل: (وإنك لعلى خلق عظيم )، وقال أيضا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) وقال: (  أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ  الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)، لقد أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بفضائل جمّة ، وصفات عدة، فأحسن خلْقَه وأتم خُلقه، ومنحه جل وعلا فضائل عديدة، وخصائص كثيرة، تميز بها صلى الله عليه وسلم عن غيره، فضلاً عن مكانة النبوة التي هي أشرف المراتب، فعن ابن عباس مرفوعا ” أن الله قسم الخلائق قسمين فجعلني من خيرهم قسما فذلك قوله عز وجل: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرها ثلثا وذلك قوله تعالى: ” وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون”، فأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني من  خيرها قبيلة فذلك قوله تعالى: “ثم جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالى: ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوءة قال وآدم بين الروح والجسد” وعن عائشة مرفوعا” أتاني جبريل فقال قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم ولم أر بني أب أفضل من  بني هاشم ” وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ” اتى بالبراق ليلة  أسري به فاستصعب عليه فقال له جبريل: أبمحمد تفعل هذا فما ركبك أحد أكرم على الله منه فانتفض عرقا ”  وروى عنه عليه السلام أنه قال :” أعطيت خمسا ـ وفي رواية ستا ـ لم يعطهن نبي قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي قبلي، وبعثت إلى الناس كافة  وأعطيت الشفاعة ” وفي رواية “بعثت إلى الأحمر والأسود.

 ففضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ما يتصوره الإنسان، فضله الله على سائر المخلوقات ومنحه فضائل ومزايا لم يمنحها أحد سواه، كما منحه سبحانه لكل  المسلمين فما من مسلم من مبعثه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة إلا ملتمسا من هديه سائرا على طريقته مجتهد في الاتصاف بما منحه الله من مزايا الأخلاق، وعن ابن وهب أنه صلى الله عليه وسلم قال :قال الله  تعالى سل يا محمد؟ فقلت يارب ما أسأل؟ اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، واصطفيت نوحا وأعطيت سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فقال الله تعالى: ما أعطيتك خير من ذلك، أعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جو السماء، وجعلت الأرض طهورا لك ولأمتك وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأنت تمشي في الناس مغفور لك، ولم أصنع ذلك لأحد قبلك، وجعلت قلوب أمتك مصاحفها، وخبأت لك شفاعتك ولم أخبئها لنبي غيرك ” وعن حذيفة مرفوعا “بشرني ـ يعني ربه ـ أول من يدخل الجنة معي من أمتي سبعون ألفا مع كل مسلم سبعون ألفا ليس عليهم حساب وأعطاني أن لا تجوع  أمتي ولا تغلب، وأعطاني النصر والعزة والرعب،  يسعى بين يدي أمتي شهرا، وطيب لي ولأمتي الغنائم، وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج ” وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن الله تعالى نظر إلى قلوب العباد فاختار منها قلب محمد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته. وروي أنه عليه السلام لما نزلت ” وما كان لكم أن توذوا رسول الله ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبدا” قام صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: يا معشر أهل الإيمان إن الله فضلني عليكم تفضيلا وفضل نسائي على نسائكم تفضيلا ” وعن العرباض بن سارية مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” إني عبد الله وخاتم النبيئين وإن آدم لمنجدل في طينته ودعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ابن مريم “وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا ” أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي أوتيت جوامع الكلم  وخواتمه وعلمت خزنة النار وحملة العرش فياله من سيد ما أعظمه في الوجود ،وأوفر حرمة مكانته في السعود، وأشرف غرر أوصافه ومزاياه كأنها لآلىء في عقود.

وفضل هذا النبي الكريم ومكانته لاتنحصر في هذا الوجود وفي حياة الدنيا الفانية، بل هو ثابت منذ خلق الله هذا الكون ومستمر حاضر حتى بعد فناء الدنيا وقيام الناس للحساب والعقاب، فقد أعطاه سبحانه وتعالى فضل الشفاعة العظمى يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل نافع صالح، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا كان يوم القيامة ماج الناس (اختلط واضطرب) بعضهم في بعض فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: اشفع لنا الى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فانه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فانه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد،  فيأتونني فأقول: أنا لها فأستأذن ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع  رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع) رواه البخاري في باب التوحيد

وروى الإمام مسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رب أمتي أمتي فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب).

وروى الإمام البخاري, يقول الرسول فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل). وعن أنس في رواية ثانية قال (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثمّ أخرّ له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا اله إلا الله فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا اله إلا الله).

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد،  أي غيري،  ولقد أوذيت في الله، أي في دينه، وما يؤذى أحد، أي لم يكن معه أحد يؤذى في الله، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى والأرض مملوءة بطوائف الكفار وصناديد الطغاة والعتاة قام يدعو الناس إلى الله ويخرجهم عن أديانهم وحده ولا وزير ولا أتباع، والكفر قد سد الآفاق وملأ الأجواء فوقف أمام حياة الشرك ودنيا الوثنية يكافحها وتكافحه ويجادلها وتجادله، وتألبت عليه قوى قريش وقعدت له  كل مرصد، وافتتنت في ضروب إيذائه فمن رمي بالحجارة إلى إثارة الغبار في وجهه إلى تسفيه رأيه،  إلى أخذه لمنجنقه إلى إلقاء  فضلات الإبل عليه وهو ساجد يصلي، إلى تلطيخ باب بيته بالأقذار، إلى تآمر على نفيه أو حبسه أو قتله  رجاء أن يصدوه على الدعوة إلى الله أو يدخلوا اليأس إلى قلبه أو يحولوا بينه وبين أنصاره وأتباعه، ولكن وجدوه كالطود ثباتا وكالسيل اندفاعا وكالسيف مضاء وكالسهم انطلاقا لا يخشى في الله والحق لومة لائم، وقد خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يدعوا ثقيفا إلى الإسلام فأغروا عليه الصبيان والغلمان يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع الناس عليه فجعلوا يحصبونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين، فصبر وصابر ثم ناجى ربه بهذه الجملة الذهبية الرائعة:  “إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي”، وقد أرسل الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال فقال: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين وهما جبلا مكة، فقال صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا، ثم يبالغ صلى الله عليه وسلم في إقامة ناموس الأمانة والصدق فيقال في شأنه كذاب ساحر مجنون، كاهن شاعر مفتر ولكن الله يروح عنه ويسليه ويخاطبه بما ينسيه آلامه وبما يعلي من شانه ويرفع من ذكره فيقول: (  ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) وفي غزوة أحد تكسر رباعيته ويشج وجهه الشريف ويقتل أصحابه ويمثل بعمه سيدنا حمزة تمثيلا شنيعا وهو ناظر صابر، ثم يطلب منه أن يدعو على أعدائه فيدعو لهم ويقول:  (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون) ثم يرزق بأولاد ذكور فيسلبون منه بالموت فيتعلل ويتسلى بالحسن والحسين فيخبر بما سيجري عليهما من القضاء،  فيسكن إلى عائشة زوجه فينغص عيشه بقذفها زورا وبهتانا حتى ينزل الله في شأنها قرآنا بالتبرئة والتطهير والتقديس، واشتد عليه صلى الله عليه وسلم الفقر فكان يتقلب على حصير تؤثر في جنبه الشريف حتى بكى عمر حين رآه على هذه الصورة فقال: كسرى وقيصر في الحرير والديباج،فنظر إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال له: أفي شك أنت يا عمر، ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ ولما حاولت قريش قتله صلى الله عليه وسلم وتعاطوا كل سبب يوصلهم إلى ذلك وطلبوا من أبي طالب المرة بعد المرة أن يخلى بينهم وبينه ولم يجبهم إلى ذلك  وخذلهم الله، جعلوا يعذبون من آمن به كبلال وخباب وعامر ابن فهيرة وياسر وزوجته سمية وولدهما عمار وغيرهم من المستضعفين، ولكن كل ذلك الأذى كان حلوا في أعينهم ما دام  فيه رضا الله فلم يفتنوا عن دينهم بل ثبتهم الله حتى أتم أمره على أيديهم، وصاروا ملوك الأرض بعد أن كانوا مستضعفين كما قال تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) وقد حقق الله سبحانه ما أراد، ففي الصحيحين عن خباب بن الأرث قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده في ظل الكعبة وقد لقيت من المشركين أذى كثيرا فقلت يا رسول الله:  ألا تدعو الله لنا؟ فقعد صلى الله عليه وسلم وهو محمر وجهه، فقال: إن كان من قبلكم ليمشط احدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب وما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن  دينه، وليتمن الله هذا اللأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ثم أنزل الله تثبيتا للمؤمنين ( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) أي لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم، كلا لنختبرنهم لنبين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب ( ولقد فتنا الذين من قبلهم ) يعني الأنبياء، فمنهم من نشر بالمنشار ومنهم من قتل، وابتلي بنوا إسرائيل بفرعون فكان يسومهم سوء العذاب، ( فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) أي فليظهرن الله الصادقين من الكاذبين.

 ثم أخيرا يمرض صلى الله عليه وسلم بالحمى مرض الموت فيوعك كما يوعك رجلان وهو ساكن ساكت صابر، ثم يشدد عليه الموت فتسلب روحه الشريفة وهو مضطجع في كساء مبلد وإزار غليظ وليس  عند أهله زيت يوقد به زيت المصباح ليلتئذ.

 اللهم اشهد أن هذا الصبر قد فاق صبر جميع الأنبياء ولو حملته الجبال لدكت، فهذه نبذة يسيرة تعطيك صورة مصغرة من ضروب ابتلائه صلى الله عليه وسلم تتمثل فيها العظة وتتجلى فيها العبرة البالغة فيستطيع  المؤمن الموفق أن يتسلى بها ويتخذ منها مشكاة يسير على ضوئها ويهتدي بهديها  في ظلمات الحيرة والضلال كلما نزلت به بلية أو أصابته مصيبة، وإذا قارنت بين صبره صلى الله عليه وسلم وصبر الأنبياء قبله وجدته سيد الصابرين وأفضل الخلق أجمعين، فهذا سيدنا آدم عليه السلام أبو البشر يباح له ما في الجنة سوى شجرة واحدة فلا يقع إلا عليها، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول حتى في المباح: مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.

 وهذا سيدنا نوح يضج بما لاقى من قومه فيصيح  وينادي: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون.

 وهذا سيدنا موسى عليه السلام يستغيث عند عبادة قومه العجل  فيقول: إن هي إلا فتنتك، ويوجه إليه ملك الموت على صورة إنسان فيقلع عينه. ويقول سيدنا عيسى إن صرفت الموت عن أحد فاصرفه عني، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيخير بين البقاء والموت فيختار الرحيل إلى الرفيق الأعلى. وهذا سيدنا سليمان عليه السلام يخاطب الله فيقول هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا، وفي رواية كفافا، هذا والله فعل أفضل نبي عرفه الوجود صبر وصابر ورابط فماتت أغراضه وآنس بالله فهانت عليه زخارف الدنيا ولذات الوجود ومتاع الحياة الفانية، وإن رسولا يؤويه الله بعد يتم ويهديه بعد حيرة ويغنيه بعد فقر، ويؤدبه فيحسن تأديبه ويخاطبه بقوله (والله يعصمك من الناس) (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) (فإنك على الحق المبين) (إنك لعلى خلق عظيم) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (يأيها النبيء حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) (ورفعنا لك ذكرك )(ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعديك ربك فترضى)… 

أقول إن رسولا هذا شأنه وتلك بعض فضائله ومزاياه لجدير بأن يكون القدوة الحسنة والمثل الأعلى للوجود ولحقيق بأن يكون مشكاة للهدى يهتدي بنورها المؤمنون، ويسر على ضوئها المصلحون، وقد وجب علينا معشر المومنين تعظيم هذا النبي الكريم وتبجيله ومحبته، فإيمان المؤمن لا يكون مكتملا إذا كان حبه للرسول ناقصا أو غير كامل، يقول تعالى في سورة آل عمران (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، وروى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده)

وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون أولا بإدراك مقامه ومكانته وفضله عند الله، والتعرف على هديه وسيرته وصفاته وشمائله وأخلاقه، ثم باتباع سنته وهديه والسير على السبيل القويم والنهج الواضح الذي جاءبه والعمل بكل ما أمر به والابتعاد عن كل ما نها عنه.

فاللهم وفقنا لاتباعه واجعلنا من خير أتباعه وأحينا على سنته وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته.